ـ {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}
ـ «إن الله سائل كل راع عما إسترعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته» ابن حبان عن الحسن بن علي
ـ يقول ابن القيم رحمه الله: إن أعداء الدين يحاربون المسلمين بسلاحين:
• سلاح الشهوات لإفساد سلوكهم. • سلاح الشبهات لإفساد عقولهم.
وربما يكون إستخدام سلاح أكثر من سلاح آخر... في فترة محددة أقوى وأكبر، فقد كان سلاح الشبهات فيما مضى قوياً فكانوا تارة يشككون بالقرآن وتارة يشككون بأحكام الإسلام.. ويستأجرون بعض الأشخاص ليبثوا بين أفراد المسلمين شبهات بوسائل عديدة، ولكن اليوم توجهوا إلى سلاح آخر هو سلاح الشهوات وجندوا أغلب قوتهم من أجل ذلك وساعدهم ميل النفس الإنسانية لهذه الشهوات.
ـ إن من أهم صفات المجتمع المسلم أنه مجتمع لا تطفوا الشهوة على سطحه أبداً وإنما هي شهوة موجهة ومرتبة ومحاطة بهالة عظيمة من الآيات والنصوص والأوامر والنواهي، تسير في طريق مضبوطة لا تحيد عنها قيد أنملة، وإن حادت فإنها تقوم وتعاد إلى ما كانت عليه أول مرة...ومرة أخطأ الفضل فجعل ينظر إلى امرأة وضيئة الوجه.. فجعل النبي يصرف وجهه عنها ويميله إلى الوجه الآخر.
ـ وإذا كنا نتكلم عن الأسرة المسلمة وهي جزء من المجتمع المسلم فكذلك تكون الشهوة في البيت شهوة مضبوطة وموجهة ومهذبة ومرتبة لا تكون شهوة عشوائية يسمح لها أن تنمو دون تهذيب، لذلك وجه الإسلام المسلمين على ضبط أمور الشهوة في بيوتهم وهو أمر مهم جداً لأن له من الآثار السلبية الشيء الكثير.
ـ أول هذه الضوابط: تعليم الأولاد الإستئذان إذا أرادوا الدخول على آبائهم في غرفهم الخاصة...قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحيت تضعون ثيابكم من الصلاة ومن بعد صلاة العشاء}.
ـ ولنسأل أنفسنا لماذا لله بجلاله يتكلم في مثل هذه الأمور؟
ـ إنها الضوابط الإسلامية في مجال الأسرة حيث أن هذه الأوقات هي أوقات راحه فيخشى أن يطلع الولد أو البنت على ما لا يرضى أن يطلع عليه فتؤثر في ذلك أبلغ التأثير.
ـ التفريق بين الأولاد في المضاجع لحديث «وفرقوا بينهم في المضاجع» لأن النمو الجنسي يبدأ في هذا العمر فلا بد أن نوقف كل محفز له حتى ينمو بشكل صحيح.
ـ تعلم الأولاد النوم على شقهم الأيمن لا النوم على بطونهم.. لأن ذلك أيضاً مثير.
ـ إن هذه الضوابط وغيرها في الإسلام.. هي للتخفيف من الشهوات في البيت المسلم ذلك من أجل أن يعيش البيت المسلم سعيداً ينمو نمواً سليماً ويوجه توجيهاً سليماً.
ـ إن الغريب جداًً جداً أن لا يتنبه الآباء والأمهات إلى هذا الموضوع ويتناسونه ويتجاهلونه ويخجلون منه.
ـ والغريب جداً أن الآباء يشجعون الشهوات عند أولادهم... وبإحصائية بسيطة وجد أن حوالي 90- 93 % يسهرون مع أبنائهم على مسلسلات وأفلام وحفلات غنائية فيها مثيرات للشهوة..
ـ فما هو شعور الأب وهو يحفز ولده على الشهوة، وما هو شعور الأم وهي تحفز إبنتها على الشهوة.. وهي بقربها..
ـ إن هذه التربية الخاطئة لا تشكل إلا إنساناً مشوهاً ولا تشكل إلا إنساناً مضطرباً.. يريد أن ينعتق مما فيه من الضوابط يضمر أشياء في نفسه يريد أن يظهرها في مكان ما وفي وقت ما..
ـ ولقد منع أحد الآباء ابنه من مشاهدة برنامج معه فيه أحد الصور الخليعة. مع الحفاظ للأب بحق المشاهدة..
ـ فسأل الطفل عن ذلك فكان جوابه: إن الأطفال لا يشاهدون مثل هذه الأمور لكن فقط للكبار.
ـ ما هذه المعايير؟ هو محرم للكبار والصغار ولاحظوا كيف بدأ الولد يفكر بما سيفعله وهو كبير هو متابعة الأفلام والمشاهدة المثيرة.
ـ لابد لنا أن نخفف الشهوة في بيوتنا إلى الدرجة الدنيا إذا أردنا أن نستعيد توازن أسرنا وفوائد ذلك تكمن في:
1= تخفيف الاضطراب النفسي.
2= الابتعاد عن الفواحش.
3= التماسك الأسري.
الكاتب: م. عبد اللطيف البريجاوي.
المصدر: موقع صيد الفوائد.